النشاطية في ميدان التعليم

النشاطية في ميدان التعليم


السلام عليكم متابعينا الكرام , إن أهم ما يمكن ان نقوله اليوم عن التعليم في المغرب وما يحدث من حركات احتجاجية ضد مجموعة من القضايا وفي مقدمتها التوظيف و الترسيم , هو النشاطية في ميدان التعليم , وقبل الحديث عن النشاطية و علاقتها بقطاع التربية التعليم , سنجيب عن التساؤل الذي يطرح نفسه : ما معنى النشاطية ؟

ففي معجم المعاني الجامع يعرف النشاطية على الشكل التالي ” مصدر صناعيّ من نَشاط : ( الفلسفة والتصوُّف ) مذهب خلقيّ يُشدِّد على متطلّبات الحياة والعمل أكثر من تشديده على المبادئ النظريّة حرص على شجيع نشاطيّة المجالس البلديّة .

نشاط : اسم – نشاط : مصدر نَشِطَ  “

وإذا ربطنا تعريف النشاطية بما يحدث في ميدان التعليم حاليا يتضح انها عملية يقوم بها فرد أو جماعة من الافراد , وهنا نتكلم عن الاساتذة بالمغرب , لإحداث تغيير في المنظومة التربوية و التعليمية وذلك من أجل اضفاء قيم العدالة والحفاظ على المكتسبات وتحقيق مطالب للوصول الى الرفاهية . لكن هذه النشاطية المتمثلة في الاضرابات المسترسلة للأساتذة ” الذين فرض عليهم التعاقد كما يسمون انفسهم ” أو ” الاساتذة موظفو الاكاديميات كما تسميهم الوزارة الوصية ” , وكذا المتقطعة للأساتذة المرسمين المدعومة من بعض النقابات الاكثر تمثيلية , تقابلها معارضة شديدة من طرف الوزارة الوصية التي ذهبت الى ابعد الحدود حيث هددت المضربين بالاستغناء عنهم وعزلهم نهائيا من الوظيفة وفي هذا الصدد كلفت الوزارة الوصية مؤسساتها بإتباع الاجراءات لتحقيق ما يمكن تحقيقه . إلا ان هذه التهديدات بالفصل قد تدخل المنظومة في نشاطية من نوع أخر لا يمكن لأي احد ان يعرف ما مصيرها .  

اذن فما يحدث في بلادنا يمكننا الان ان نقول عنه نشاطية في ميدان التربية و التعليم للحفاظ على المكتسبات فقط لان الطموح الى تحقيق المطالب الاجتماعية اصبح مستبعدا في الوقت الراهن , فلا احد يتكلم سوى عن ترسيم الاساتذة  موظفي الاكاديميات بينما المطالب الاجتماعية لتعزيز القدرة الشرائية للموظف و المطالب بجودة التعليم و التعلم دخلت بين الطيات والشقوق وقد تطمر الى أن تظهر نشاطية جديدة لأفراد اخرين في وقت اخر . لكن هذا لا يعني ان المتتبعين للشأن التربوي غير واعين بهذه المطالب , فقط لان الظرفية تلزمهم مسايرة النشاطية الجارية والوصول الى حل وسط .

ان استمرار النشاطية امر جيد للوصول الى المبتغى لكن يجب الحذر فعندما يتضرر الابرياء من هذه النشاطية يجب اعادة النظر في الطرق و الاساليب المتبعة . فالنشاطية لم تتوقف منذ الازل لذا وجب المحافظة على الحد الادنى من الضرر .

لكم التعليق .

الكاتب : جمال مبشور

اترك تعليقاً