فلسفة التربية

فلسفة التربية

حاجتنا إلى الفلسفة في التربية.

ان الحقل التعليمي هو الرهان الذي لا يقبل المساومة والمزايدة .لأنه بمثابة البوصلة المهتدى بها إلى توجيه الشعوب نحو أبراج الرقي الحضاري والإزدهار البشري ؛ بسلامته يسلم جسد المجتمع، ويكسب مناعته ضد الطمس والتشويه والتغريب، وباعوجاجه يعوج جسد المجتمع فيصبح كريشة في مهب الريح طائشة. وانطلاقا من هذا المعطى الاخير تنبهت الدول المتحضرة وعملت جاهدة على بناء نسق فلسفي تربوي، يستجيب لخصوصيات مجتمعاتها وتراثها ويراعي في الوقت نفسه وجودها داخل منظومة دولية عالمية يحكمها التواصل والآختلاف فحققت بذلك هدفين اثنين ، يتمثل الأول في الحفاظ على الهوية واصالة الشخصية ،بينما يتمثل الثاني في المسايرة والتعايش مع الآخر دون أن يجرفها تياره ،وحتى لا تركن الى الهامش المغيب والمنسي.

ففلسفة التربية  الخاصة بكل مجتمع على حدة_ أساسية وضرورية بل إنها من الحتميات، وهي سابقة وقبلية لمشروع الأهداف؛ على اعتبار ان فلسفة التربية أعم وأشمل من فلسفة الأهداف، فهذه الأخيرة محتواة من طرف الأولى ،لهذا ينبغي ويلزم تكثيف الجهود لاعمل من أجل تحديد أهداف الفلسفة التربوية المتوخاة من أدبيات السياسة التهليمية قبل التهافت والتسابق لإثقال الساحة التربوية بالجذاذات الكباشرة والغير المباشرة حول التدريس الهادف .فالأساسي هو كيف يمكن ان نوجد أهداف التربية؟ هنا بيت القصيد ومصدر الداء، وهنا يحضر الإشكال الفلسفي بامتياز، لأن السؤال الأواي الذي يطرحه كل إنسان أنيطت به مسؤولية التربية والتعليم هو: لماذا أقوم بهذا العمل؟ وما هي الأهداف البعيدة/ المتوسطة القريبة المتوخاة؟ وبما أن قطاع التعليم في وطننا العربي، يعتمد على الواجهة، شأنه شءن اللعبة الديمقراطية وغيرها ، تبقى فلسفة التربية عبارة عن عنوان لكتاب ضخم يعكس تصورا أحاديا وضيقا لم تشارك في صنعه وصياغتة الفعاليات الحقيقية للشعب؛ لءن هدا الأخير وبكل شرائحه_ خاصة الشريحة العريضة منه_ هو الذي يصوغ فلسفة تربيته، ولا ينتظر أن تملى عليه من فوق أو من وراء حجاب وتقنن وتسن في غيابه، لأن مثل هذا السلوك سيجعله يرفضها ولا يستجيب لها. ويكفي أن نلقي نظرة سريعة على كؤسساتنا التربوية لنقيس مدى مصداقية ذلك. وبما أن الهدف العام والبعيد هو مساعدة الإنسان في جل المراحل التعليمية ليساهم في تنوير مجتمعه ويقدر على مجابهة المشاكل والمعضلات .وكذا المساهمة في حلها او اقتراح الحلول لها. لكي يشعر بوجوده الإيجابي عوض أن يهمش فيتولد لذيه الإحساس المستمر بالغربة وهو داخل وطنه..

فالشخصية البشرية تنمو وتترعرع تحت تأثير الوسط او العالم الخارجي في معناه الشمولي الواسع؛ الإجتماعي الإيديولوجي، الفيزيقي….ولا تنمو تحت سلطة المسؤولين حتى وأن كانوا يديرون ءمور هذه الشخصية على المستويين: الإقتصادي والسياسي. إذن فكيف سيستقيم ويستوي الحديث عن التدريس الهادف في غياب فلسغة تربوية واضحة المعالم.؟ أين هو التراكم الذي حققناه كمنشغلين بهذا المجال الشديد الحساسية؟ أين هي الأرضية الفلسفية التربوية الهادفة التي يمكنها ان تحتضن التدريس الهادف؟

 

اترك تعليقاً