كيف ينبغي ان تكون العلاقة بين المدرس و المتعلم؟

كيف ينبغي ان تكون العلاقة بين المدرس و المتعلم؟

 كيف ينبغي ان تكون العلاقة بين المدرس و المتعلم

السلام عليكم و رحمة الله ,  متابعي موقع تربية الاجيال الكرام اليكم موضوع عن العلاقة بين المدرس و المتعلم :

ترتكز العلاقة التربوية داخل المؤسسة التعليمية على ثلاث اقطاب هي : الاستاذ و المتعلم و المادة وهذه العناصر يمكن دراستها عاما منفردة او مجتمعة لاختيار افضل المنهجيات قصد الحصول على تعلم يستجيب للكفايات المطلوبة.

وفي هذا السياق نستحضر مجموعة من الاسئلة:

  • كيف ينبغي ان تكون العلاقة بين المدرس و المتعلم؟
  • هل يمكن اعتبار طريقة معاملة المدرس لمتعلميه داخل الفصل ذات اثر على تحصيل التلاميذ و سلوكهم؟
  • كيف يمكن بناء علاقة سليمة تجنب طرفي العملية التعليمية التعلمية التصادم ؟

وانسجاما مع طبيعة الموضوع نرى ضرورة الاشارة الى طرفي العملية على نحو يوفر اجابات تربوية عن الاسئلة المطروحة.

– بالنسبة للمدرس :

يعتبر المدرس الوسيط الذي ينقل عبره المعارف و القيم و الاتجاهات التي تحددها التوجيهات التربوية . و تجدر الاشارة الى ان وظيفة المدرس لا تقتصر على نقل المعارف لمتعلميه ولكنها تتجاوز ذلك , اذ ان كلما حدث داخل الفصل من علاقات ( تلميذ استاذ ) من علاقات له اثره على شخصية المتعلمين . غير ان هذا التأثير يأخذ منحى سلبيا وتصادميا و ذلك كلما اقتصر الاستاذ على اسلوب التلقين و التقييد المفرط لحرية المتعلم و عدم اشراكه في الانشطة الفصلية و اعتماد اسلوب التهديد و الوعيد وكلما تراكمت هذه العناصر السلبية يتولد لدى المتعلم احساس بالظلم والاحباط ويسود الفصل جو متوتر مما يدفع المتعلم الى الشغب و العدوانية و يتعمق لديه كره المادة و الاستاذ على حد سواء .

بالنسبة للمتعلم :

تؤسس التربية الحديثة لشروط علاقة جديدة ينخرط فيها طرفي العملية التعليمية التعلمية ( استاذ تلميذ ) وذلك في شكل تعاقد يحدد طبيعة تلك العلاقة , غير ان غياب هذا التعاقد واحتكار الاستاذ لمختلف الادوار داخل الفصل يولد لدى المتعلم احساسا  بالإقصاء و يدفعه الى التحايل لتجنب العقاب كاللجوء للغش خلال الفروض و الاختبار و الاكثار من الغياب بمبررات مفتعلة . كما يولد ليديه الخوف من الاستاذ بدل احترامه وقد يتمظهر هذا الندم و الاحباط و الاحساس بالظلم في سلوكات عدوانية تطال زملاءه في الفصل مما يدفع شريحة من المدرسين الى الحرمان من الحصة الدراسية بينما فئة ثانية تعتمد العقاب الجسدي كالضرب لردع العناصر الغير منضبطة او استعمال التعنيف اللفظي. وفي هذه الحالات تتدخل اطراف خارجية كالإدارة التربوية لترميم هذا التصدع في العلاقة بين الاستاذ و التلميذ وفي حالات اسوء يصبح الاباء او الامهات طرفا في الصراع وليس شريكا في اغناء الدور التكويني لصالح المتعلم .

وتجنبا لاي اتجاه تصعيدي نرى ضرورة التأسيس لعلاقة جديدة بين الاستاذ و المتعلم وذلك في شكل تعاقد يحدد الادوار بالنسبة لطرفي العملية.

  • استحضار شخصية المتعلمين خلال اسلوب الحوار و المناقشة و احترام الظروف الفردية للفئات المستهدفة مما يجعل المتعلم يشعر بقيمة من خلال المهام التي ينجزها , و هذا الاسلوب ينسجم مع الاستاذ ألديمقراطي وهذه العلاقة السليمة تساعد على انشاء نظام للعمل يسمح بالتأثير الايجابي على التلاميذ. و هذه العلاقة القائمة على الاحترام تجعل المتعلم يشعر بالراحة و الاطمئنان تجاه اساتذته . غير ان هذا الشرط لا يمكن ان يتوفر لدى الاستاذ الديمقراطي الا من خلال قدرته على معرفته لمراحل نمو الطفل و المراهق و صحته النفسية و العقلية وما يصاحب هذا النمو من تغييرات فيزيولوجية و نفسية و اجتماعية تطرأ على المتعلم .
  • قدرته على تفادي سوء المعاملة وما يظهره المتعلم من عدوان وقلق و غضب وتجنب التعامل مع التلميذ اذا ينجز واجبا او لم ينتبه خلال الحصة. بل عليه معرفة اسباب هذا الاهمال او الشرود المتكرر و ذلك عبر فتح الجسور مع اولياء الامور.
  • عليه قبول اراء متعلميه و اعتماد اسلوب المدح و التشجيع بالنسبة للنشيطين منهم و ذلك لإذكاء روح المنافسة بينهم.
  • عليه معرفة المادة التي يقدمها للمتعلمين عبر انقاء الاساسي منها و تجنب الاعتراف بالجزئيات حتى يمكن المتعلم من الاستيعاب الجيد للمادة.

غير ان هذا المسعى لن يتحقق إلا من خلال استاذ متحكم في المادة وعلى دراية بالتربية الحديثة مما يمكنه من بناء علاقة تعاون مع متعلميه.

مدير موقع تربية الاجيال

اترك تعليقاً